‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة كروية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة كروية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 18 يونيو 2024

دييغو مارادونا.. فتى الأرجنتين الذهبي الذي هزم جيش بريطانيا وثار على شمال إيطاليا الغني


 

كتابة عن شخصية مثل دييغو مارادونا، الذي كان له تأثير كبير في مجالات متعددة بما في ذلك الرياضة والسياسة، يمكن أن تكون مهمة ممتعة وملهمة حقًا، على الرغم من التحديات التي تواجه الكتابة في مجال السياسة.

دييغو مارادونا ليس فقط أسطورة كرة القدم، بل كان شخصية مثيرة للجدل والتأثير في الساحة السياسية أيضًا. من خلال ارتدائه لشعار القائد الثوري وتبنيه قضايا اجتماعية كبرى، أثبت مارادونا أنه لا يقتصر دوره على الملاعب بل يمتد إلى المجتمع بشكل عام.

تجد نفسك وأنت تكتب عن مارادونا، تستكشف حياته المليئة بالمغامرات والإنجازات، وتتعمق في تأثيراته الثقافية والسياسية. يمكنك أن تتحدث عن كيف أثرت مواقفه الجريئة ورمزيته الثقافية على ملايين الأشخاص حول العالم، وكيف حارب من أجل قضايا العدالة الاجتماعية ومحاربة الظلم.

بمنهجية مثل هذه، يمكن للكتابة عن دييغو مارادونا أن تكون لحظة استرخاء مرحة في بحر الصراعات السياسية المستمرة، حيث تستمتع بفرصة لاستكشاف وتحليل حياة وإرث أسطورة كروية وسياسية في آن واحد. 

يد الله 

هذا المقتطف من كتاب "حكايات عامل غرف: مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتينية" يصف بشكل شاعري وتاريخي لحظة أسطورية في حياة دييغو مارادونا، وهو لحظة هدفه الشهير ضد منتخب إنجلترا في كأس العالم عام 1986. دييغو مارادونا سجل هدفًا مذهلاً ومثيرًا أمام منتخب إنجلترا، حيث قطع مسافة طويلة وتلاعب بستة لاعبين إنجليز، ومن ثم سجل هدفًا غني بالرمزية والعواطف للأرجنتينيين.

المقتطف يصور التأثير العميق الذي خلفه هذا الهدف في أرجاء الأرجنتين، حيث شهدت شوارع بورتو ستانلي رياحًا باردة واحتفالات ساخنة، مع تجمع الناس ورفع الرايات والهتافات باسم مارادونا. الحدث لم يكن مجرد هدف في كرة القدم، بل كان له تأثير كبير على الوجدان الوطني والشعبي، خاصة في ظل التوترات السياسية والعسكرية بين الأرجنتين وبريطانيا حينها بسبب الحرب على جزر فوكلاند.

هذا النص يبرز كيف يمكن للرياضة، وبخاصة كرة القدم، أن تصبح عنصرًا موحدًا للشعوب ورمزًا للمقاومة والهوية الوطنية، حيث تتجاوز الحدود الرياضية لتؤثر على الأحداث السياسية والاجتماعية الكبرى. 
مارادونا، الذي نشأ في حي "خاص" بضواحي العاصمة الأرجنتينية بوينِس آيرِس في منطقة "فيا فليريتو"، كانت طفولته محاطة بالفقر والعوز. عندما يتحدث عن طفولته، يشير إلى أن كلمة "خاص" في هذا السياق لا تعني الخصوصية بل تعني الفقر الشديد وعدم توفر أساسيات الحياة مثل الماء والكهرباء وغيرها.

هدف مارادونا الأساسي من لعب كرة القدم كان تحقيق شيئين: الأول هو شراء منزل لأسرته، والثاني هو أن لا يعود إلى حيه الفقير مرة أخرى. وفي سن الخامسة عشرة، نجح مارادونا في تحقيق الحلم الأول بفضل إدارة فريق "أرجنتينيوس جونيورز" التي منحته منزلًا في بوينِس آيرِس، وكان هذا انتصارًا كبيرًا له كمراهق يعيش في ظروف صعبة.

وقد تحدث مارادونا بتأثر عن والده العامل، الذي كان يستيقظ في الرابعة فجرًا للعمل، ثم يعود منهكًا إلى الغرفة الصغيرة التي كانت أسرته تأجرها وينام مرهقًا جدًا بسبب الإرهاق الشديد. 

مارادونا بدأ تألقه الكروي في سن صغيرة للغاية بعد أن قاد منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم للشباب عام 1979، وذلك بعد عام واحد فقط من فوز المنتخب الأول بكأس العالم 1978 الذي استضافته الأرجنتين. كانت هذه النسخة من بطولة كأس العالم للكبار واحدة من أكثر النسخ إثارة للجدل في تاريخ المونديال.

بدأ مارادونا يدخل في دوامة السياسة الوطنية منذ سن الـ19، وذلك في فترة القمع الدامي في الأرجنتين، حيث كان كل إنجاز للمنتخب الوطني يُعتبر انتصارًا جديدًا للديكتاتورية العسكرية. بعد فوز الأرجنتين بكأس العالم، قاد مارادونا وفدًا منتخبيًا للشباب وتم استقبالهم بحفاوة من قبل الديكتاتور خورخي رافاييل فيديلا. وقد اعتبر فيديلا الفتيان العائدين بالكأس من اليابان نموذجًا للالتزام والطاعة للأوامر في ذلك الوقت. 
أثار استقبال فيديلا لمارادونا ومنتخب الشباب الأرجنتيني العديد من الأسئلة حول مسيرته، خاصةً أن البلاد كانت تعيش في ذلك الوقت أظلم عصور الديكتاتورية. بعد سقوط النظام الاستبدادي، خرج مارادونا ليصف فيديلا بـ"الحشرة اليقظة"، مؤكدًا أنه وزملاؤه لم يكونوا يعلمون بالتفاصيل الكاملة لما جرى في البلاد في ذلك الوقت.

لم يكن اعتذار مارادونا ضروريًا في تلك المناسبة، إذ بعد سنوات قليلة من عودته مع الكأس، أصبح رمزًا سياسيًا بارزًا. تألقه في الملاعب وبالأخص في كأس العالم جعل منه شخصية مؤثرة للغاية في الأرجنتين، حيث أسهم في رفع سمعة البلاد على المستوى العالمي في العديد من المنافسات الرياضية، وخاصةً كأس العالم بالطبع. 

في مونديال "مِكسيكو سيتي" عام 1986، لم تكن الأرجنتين من بين المرشحين الرئيسيين للفوز باللقب. لكن بدأت الآمال تنمو بعد تعادلهم مع بطل العالم إيطاليا في المرحلة الأولى، حيث برز مارادونا بمهاراته الاستثنائية وقدم أداءً فرديًا رائعًا أدى به منتخب بلاده إلى مواجهة فاصلة مع إنجلترا في دور ربع النهائي.

كانت هذه المباراة ذات أهمية كبيرة لأنها جاءت بعد أربع سنوات من الحرب بين الأرجنتين وبريطانيا بسبب الصراع على جزر "فوكلاند" (المعروفة باسم مالفيناس في الأرجنتين). كانت الجزر تحت السيادة البريطانية منذ عام 1833، وقامت بريطانيا بطرد القوات الأرجنتينية منها عام 1982 بعد حرب استمرت عشرة أسابيع، أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 2000 شخص.

تأثرت هذه المباراة بالتوترات السياسية والعسكرية بين البلدين، ولكن مارادونا تمكن من قيادة منتخب بلاده للفوز بثنائية مذهلة، حيث سجل هدفًا مشهورًا تعرف باسم "هدف القرن"، حيث مرر الكرة بمهارة وتفادى لاعبين منتخب إنجلترا قبل أن يسجل الهدف.

بالرغم من الجدل السياسي المحيط بالمباراة، إلا أن أداء مارادونا الرائع في الملعب جعله بطلاً وطنيًا وشخصية تمثل الفخر للأرجنتين، وأثبت أن كرة القدم يمكن أن تجمع بين الناس رغم الصراعات السياسية الكبيرة.  

مباراة الأرجنتين ضد إنجلترا في كأس العالم عام 1986 كانت لحظة تاريخية لا تُنسى في عالم كرة القدم، وأيضًا في السياق السياسي الذي كان يحيط بالمباراة. منذ انطلاق صافرة المباراة، كان واضحًا أن مارادونا كان متأثرًا بالتوتر السياسي بين الأرجنتين وبريطانيا، خاصة بعد الحرب التي دارت بينهما عام 1982 بسبب جزر "فوكلاند" (المعروفة باسم مالفيناس في الأرجنتين).

مارادونا سجل هدفين خلال تلك المباراة الشهيرة، الأول منهما كان بيده وأثار الجدل لأنه لم يتم احتسابه رسميًا كهدف بواسطة يد مارادونا، حيث اعترف لاحقًا بأنها كانت "يد الرب". الهدف الثاني كان من أبرز الأهداف في تاريخ كرة القدم، حيث راوغ فيه مارادونا لاعبي المنتخب الإنجليزي بمهارة لا تصدق قبل أن يسجل الهدف.

للأرجنتينيين، كانت هذه المباراة لحظة استرداد للكرامة بعد الصراعات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد، بينما لم تنسها الإنجليز أبدًا، خاصة بسبب الجدل الدائر حول الهدف الأول. وبعد وفاة مارادونا في عام 2020، خرجت الصحف الإنجليزية بعناوين تعبر عن الجدل الذي أحاط بمسيرته، بما في ذلك هدف "يد الرب".

بالنهاية، رأى الشعب الأرجنتيني في ما فعله مارادونا ليس فقط كانت مجرد إنجازات رياضية، بل كانت أيضًا تمثل لهم انتصارًا على المستوى السياسي والاجتماعي، مما جعله شخصية محورية لا تُنسى في تاريخ البلاد وفي عالم كرة القدم على حد سواء. 

ماسانييلو 

توماسو أنيلو أمالفي، المعروف بـ"ماسانييلو"، كان شخصية تاريخية من نابولي في القرن السابع عشر. ولد في يونيو/حزيران 1620، وكانت حياته في البداية عادية، حيث نشأ في أسرة متواضعة، ووالده كان صيادًا وأمه ربة منزل.

في يوليو/تموز 1647، اندلعت ثورة في نابولي بسبب المشكلات الاقتصادية التي كانت تعاني منها المدينة. خلال هذه الفترة، تورط ماسانييلو نفسه في المظاهرات وأصبح قائدًا للثورة بدعم من الشعب. ومع ذلك، بدأ يتحول إلى شخصية متسلطة، وانتهت حياته بأن قُتل من قبل أولئك الذين دعموه ونصبوه ملكًا عليهم.

في آخر أيامه، سُئِل مارادونا، الشخصية الرياضية الأرجنتينية الشهيرة، عن معرفته بقصة ماسانييلو، وأجاب بالنفي في البداية. لكن بعد سماعه للقصة من الصحفي المحاور، أبدى مارادونا عدم رغبته في أن يلقى مصير الثائر الملك، مشيرًا إلى نهاية مأساوية لهذه الشخصية التاريخية. 
وصول مارادونا إلى نابولي في يوليو/تموز 1984 كان حدثاً استثنائياً في تاريخ المدينة وفي حياة الناس الذين عاشوا فيها. نابولي، المدينة الفقيرة في جنوب إيطاليا، كانت تعاني من آثار زلزال عام 1980 الذي خلف العديد من الضحايا والمشردين، بالإضافة إلى تدهور الخدمات العامة وارتفاع معدلات البطالة وسوء الأحوال الاقتصادية والصحية.

على الرغم من هذه الظروف القاسية، تجمع حوالي 75 ألف مشجع في ملعب "سان باولو" لاستقبال مارادونا في أول ظهور له مع فريق نابولي. كانت هذه اللحظة ليست مجرد لحظة رياضية، بل كانت لحظة تحول للمدينة بأسرها. مارادونا، الذي برز كنجم رياضي وأيقونة شعبية، أصبح بمثابة رمز للأمل والسعادة لأهالي نابولي، الذين نسوا لحظة واحدة مشاكلهم ومحنهم اليومية، واحتفلوا بوجوده كلاعب في الفريق.

بالرغم من أن مارادونا كان يعيش حياة شخصية مضطربة ومليئة بالتحديات، إلا أنه تمكن من إعادة الحياة إلى نابولي بفضل مهاراته الفريدة وتأثيره الكبير على المجتمع. كانت فترة وجوده في نابولي من أبرز الفترات في مسيرته الرياضية والشخصية، وأثر بشكل عميق على الناس وثقافة المدينة. 

مارادونا اختار اللعب لنابولي، الفريق الذي كان غير متميز رياضياً ولديه سجل محدود من الألقاب، بسبب عدة عوامل تجمعت معاً في الوقت المناسب. في أول تساؤل حول اختياره لنابولي، أشار مارادونا إلى أنه لم يكن هناك من يرغب في شرائه من برشلونة بسبب مشاكله الصحية والسلوكية التي تسببت في العديد من الضجة الإعلامية، بما في ذلك حادثة أمام أتليتيك بيلباو خلال نهائي كأس الملك في عام 1984.

لكن السبب الرئيسي لاختياره نابولي يعود إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية أكثر من الجوانب الرياضية. كان نابولي في تلك الفترة يمثل المدينة الفقيرة القاطنة في جنوب إيطاليا، التي كانت تواجه صعوبات اقتصادية واجتماعية كبيرة. كانت المدينة تعيش في ظل تفاوت اقتصادي بين الشمال الغني والجنوب الفقير، وفريق نابولي كان يمثل تلك الطبقة الفقيرة التي تكافح من أجل المنافسة مع الأندية الغنية من شمال إيطاليا مثل يوفنتوس وإنتر وميلان.

مارادونا وجد في نابولي الفريق الذي يحتاجه ليعبر عن قدراته الاستثنائية ويكون رمزاً للمدينة ولأهلها. كانت كل مباراة وكل هدف يسجله بمثابة انتصار للمدينة الفقيرة ومحاولة للتغلب على التهميش الاقتصادي والاجتماعي. تمكن مارادونا من تحقيق نجاحات كبيرة مع نابولي، بما في ذلك فوزهم بالدوري الإيطالي مرتين وكأس UEFA، وهو ما جعله يصبح لاعباً محبوباً لدى الجماهير ورمزاً للنضال والتفوق رغم الظروف الصعبة. 

مونديال 1990 شهد مواجهة نارية بين منتخب الأرجنتين وإيطاليا في دور نصف النهائي، وكانت هذه المواجهة مشحونة بالعواطف والتوترات السياسية والاجتماعية بين الشعبين.

مارادونا، الذي كان يُعتبر رمزاً لنابولي ولجنوب إيطاليا، استفز الإيطاليين قبل المباراة بتصريحاته الجريئة. أعلن أنه أعطى كل شيء لسكان نابولي، وتوقع أن يكونوا معه في المباراة ضد منتخب إيطاليا، التي كانت تُعتبر مستضيفة البطولة ولها آمال كبيرة في التتويج.

المباراة كانت مليئة بالندية والتشويق، وانتهت بالتعادل السلبي بعد الوقت الأصلي والإضافي، حيث تأهل منتخب الأرجنتين إلى النهائي بفضل ضربات الترجيح. كان هذا الانتصار بمثابة صدمة للإيطاليين وخيبة أمل كبيرة للجماهير المحلية، وقد أظهرت ردود الفعل القوية تعلق الجمهور بمارادونا وعلاقتهم العميقة به.

للأسف، نهاية مارادونا في كأس العالم 1990 كانت حزينة، إذ خسر المنتخب الأرجنتيني في النهائي أمام ألمانيا الغربية. رغم ذلك، بقي مارادونا رمزاً للفخر والتضامن لدى سكان نابولي، حيث وضعوا صورته إلى جانب صور العذراء والمسيح، واعتبروه بطلاً يمثلهم بكل كبريائهم وشجاعتهم.

بهذا، أكد مارادونا مرة أخرى أنه لا يمثل فقط لاعب كرة قدم، بل رمزاً يتجاوز الحدود الرياضية ليمثل التضحية والولاء والانتماء العميق لمجتمعه ولقيمه.
مارادونا كان شخصية مثيرة ومتناقضة في علاقته مع نابولي والجمهور الإيطالي. بالفعل، بعد الفوز على إيطاليا في نصف نهائي مونديال 1990 وتأهل الأرجنتين بركلات الترجيح، تغيرت نظرة الكثيرين تجاهه.

رغم أن جزءًا من النابوليتانيين كانوا يدعمونه ويحتفلون به كبطل لهم، إلا أن موقفه بعد المباراة وتصريحاته الجريئة تسببت في تحوله من "نصف إله" إلى شخص مثير للجدل والانتقادات. تم اتهامه بأنه شخصية متعالية ومتكبرة، واعتبره البعض أنه لم يكن متواضعًا بما يكفي في تعامله مع الجماهير والإعلام.

التوترات المتزايدة والمشكلات الشخصية والمهنية التي واجهها في نابولي، جعلته يغادر المدينة في ظروف غير مشرفة بالنسبة للكثيرين الذين أحبوه ودعموه في بداية فترة وصوله إليها. على الرغم من مشاكله، يظل مارادونا شخصية لا تُنسى في تاريخ نابولي وفي قلوب الكثيرين من سكانها، حيث أثرى حياتهم بأوقات الفرح والإثارة على أرض الملعب، ولكنه أيضًا ترك بصمة سلبية لدى البعض بسبب تصرفاته وسلوكياته المثيرة للجدل. 

دييجو يحب فلسطين 

مارادونا كان شخصية معقدة ومتناقضة في علاقته مع الفيفا والاتحاد الدولي لكرة القدم طوال مسيرته الكروية. منذ بداية مسيرته، كان لديه علاقة متوترة مع الفيفا، وهو ما تفاقم مع مرور السنوات وظهور العديد من الخلافات والمشكلات بينه وبين المنظمة الدولية.

في مونديال 1994، تعرض مارادونا لاتهامات باستخدام المنشطات بعد أن جاءت نتيجة الفحص إيجابية. رغم أنه احتج على جدولة المباريات في ظروف جوية صعبة ودرجات حرارة مرتفعة، إلا أن القضية الرئيسية كانت تركيزه على اتهامات المنشطات التي أثارت جدلاً كبيراً وأثرت على سمعته.

مارادونا كان يعتبر الفيفا عدواً له، وكثيراً ما عبر عن عدائه واستيائه من قراراتها وسياساتها. لم يتوقف هذا العداء حتى في سنواته الأخيرة، حيث كان يعارض القيادة السابقة للفيفا بشدة، بدءًا من سيب بلاتر إلى جياني آنفنتينو الرئيس الحالي.

على الرغم من هذه الخلافات، فقد تحدث سيب بلاتر بعد وفاة مارادونا بإحترام عن اللحظات الجميلة التي قضاها معه، مما يظهر التأثير الذي كان لمارادونا على عالم كرة القدم بشكل عام، وكيف أن إرثه الكروي لا يمكن نسيانه بسبب ما قدمه كلاعب استثنائي وشخصية مثيرة للجدل. 

ظهرت التوجهات اليسارية لمارادونا منذ أيامه الأولى في الملاعب، حيث كان لديه وشم على ذراعه لزعيم الثوار الأرجنتيني "تشي غيفارا"، ووشم آخر على رجله لرمز اليسار العالمي وصديقه الشخصي "فيدِل كاسترو". بالإضافة إلى ذلك، دعم مارادونا العديد من الأنظمة اليسارية في أميركا اللاتينية التي حاربت توسع الولايات المتحدة في المنطقة. في عام 2005، وخلال استعداد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن لزيارة بوينِس آيرِس، وقف مارادونا إلى جانب صديقه الرئيس الفنزويلي "هوغو تشافيز" على منصة، وصرخ أمام الجماهير قائلاً: "اطردوا تلك القمامة البشرية التي تُدعى جورج بوش". على الرغم من أن مارادونا لم يكن يسارياً ماركسياً بالمعنى الأيديولوجي، إلا أنه كان يتلاقى مع القيم اليسارية في عدائه للنظام العالمي الرأسمالي، الذي اعتبر أنه يقضي على حقوق الفقراء الذين كانوا جزءاً منهم في يوم من الأيام. وظل مارادونا قريباً من هذه القيم معنوياً حتى بعد اعتزاله كرة القدم، حيث استمر في جمعيته الثورية من خلال مواقفه وتعبيراته العامة. 
مارادونا لم يقتصر في مواقفه السياسية على الانحياز لليسار فقط، بل دعم أيضًا القضية الفلسطينية. خلال مونديال روسيا عام 2018، التقى مع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" ونشر صورتهما معلقًا عليها بقوله: "أنا قلبي فلسطيني". كما أعرب مارادونا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني خلال القصف الإسرائيلي لغزة في عام 2014. وبالرغم من هذا التضامن، وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق والحالي، "بنيامين نتنياهو"، بأنه "صديق إسرائيل". 
مارادونا، فتى الأرجنتين الأول، ترك وراءه سيرة حافلة بالإنجازات الكروية والمواقف السياسية المثيرة. صوره ما زالت تُعلِّق في المدرجات في قطر خلال مباريات منتخب الأرجنتين في كأس العالم، حيث يقودهم "ليونيل ميسي"، الذي ورث عنه رقمه الأسطوري 10 وبعضاً من سحره الكروي، إلا أنه اختار الهدوء وتجنب الانخراط العلني في الملفات السياسية، ربما لتفادي الجدل والضجة التي كانت جزءاً لا يتجزأ من حياة الراحل دييغو.

الجمعة، 12 أبريل 2024

مصر الى كاس العالم 2010



 مصر الى كاس العالم 2010 

صحيح، لو لم يلغ الاتحاد الإفريقي أفضلية الهدف خارج الديار كوسيلة لحسم التعادل في التصفيات، ولو سجل محمد بركات فرصته الضائعة ولم يسجل عنتر يحيى هدفه، لكانت النتيجة قد تغيرت وصعد منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.

هذا المثال يظهر كيف أن الأحداث الصغيرة والفرص الضائعة يمكن أن تكون لها تأثير كبير على مسار الأحداث والنتائج. تاريخ كرة القدم مليء باللحظات القدرية والقرارات الصغيرة التي قد تحدد مصير الفرق والمنتخبات. 

المباراة الافتتاحية وبداية قوية 

كان منتخب مصر قادرًا على تحقيق النتائج الجيدة، لكن القليل من الحظ وبعض التفاصيل المهمة أثرت على مساره في تلك البطولة. لكنهم على الأقل استطاعوا أن يظهروا بأداء جيد ويمثلوا بلادهم بكرامة في البطولة العالمية.
تواجد المنتخب المصري بجيله التاريخي في تلك المجموعة بالتأكيد كان سيضيف نكهة خاصة للمنافسة. يعتبر جيل الفراعنة في تلك الفترة من بين أفضل الأجيال في تاريخ كرة القدم المصرية، وكان لهم القدرة على تحقيق النتائج الكبيرة.

في السيناريو المقترح، فإن تحقيق الفوز الأول لمصر في كأس العالم بالتأكيد كان سيكون حدثًا تاريخيًا يثير الفخر والحماس للجماهير المصرية. الأداء المميز في مباراة الافتتاح ضد سلوفينيا والفوز الثمين كان سيضع المنتخب المصري في موقع مميز في المجموعة ويزيد من ثقة اللاعبين والجهاز الفني.

كما أن فوز مصر على إنجلترا في الجولة الثانية كان سيكون إنجازًا كبيرًا، خاصةً مع تقديم المنتخب الإنجليزي أداءً غير مقنع في ذلك الوقت. سيكون لهذا الانتصار تأثير إيجابي على المعنويات ويجعل المصريين يحلمون بالمزيد في المباريات القادمة في البطولة. 

ملحمة ضد انجلترا 

في المباراة الودية التي جمعت بين المنتخبين في شهر مارس، افتتح لامبارد التسجيل للمنتخب الإنجليزي في الدقيقة 20 بتسديدة متقنة من خارج منطقة الجزاء. وفي الدقيقة 40، ضاعف كراوتش النتيجة لصالح الإنجليز بعد أن استغل تمريرة عرضية من رايت فيليبس ووجد نفسه في المساحة الفارغة في ظهر أحمد المحمدي، ظهير المنتخب المصري في تلك المباراة.

وقبل بداية الشوط الثاني، ألقى المدرب حسن شحاتة خطابًا ملهمًا على غرار خطابه في مباراة البرازيل في كأس القارات، حيث قال: "الي خايف مينزلش الملعب". وبعد بداية الشوط الثاني، سجل حسني عبد ربه هدفًا للمنتخب المصري في الدقيقة 54 من ركلة جزاء، بعد أن تحصل عماد متعب على ركلة الجزاء بعد عرقلته من قبل جون تيري. 
الجماهير الأفريقية ملأت المدرجات بالحماس والدعم الكبير للمنتخب المصري، تذكرنا بتلك الأجواء الرائعة التي شهدناها في عام 2009 أمام البرازيل.

وفي الدقيقة 87، أظهر أبوتريكة، رجل الدقائق الحاسمة، مهارته المعهودة حيث استغل عرضية دقيقة من أحمد فتحي وقام بتحويلها برأسه إلى داخل شباك الحارس روبرت جرين.

انتهت المباراة الرائعة بالتعادل، مما جعل رصيد المنتخب المصري يرتفع إلى 4 نقاط في صدارة المجموعة، بينما بقي المنتخب الإنجليزي في المركز الثاني بنقطتين فقط. 

مصر الى الدور الثاني بعد الصعود من دور المجموعات 

لا يمكن نسيان لقاء كأس القارات أمام المنتخب الأمريكي، الذي انتهى بخسارة المنتخب المصري 3-0، وقد اعتبرته العديد من الجماهير واحدة من أسوأ مباريات المنتخب في تاريخه.

لكن الآن حان وقت الانتقام، ودخل لاعبو المنتخب المصري المباراة بحماس وإصرار على تحقيق الانتصار. وبفضل الضغط المستمر منذ بداية اللقاء، نجح زيدان في تسجيل هدف التقدم للمنتخب المصري في الدقيقة 11.

ثم جاءت المضاعفة للنتيجة في الدقيقة 32 بعد ركنية نفذها أبوتريكة، وقام وائل جمعة بتسجيل الهدف الثاني للفراعنة.

وفي الدقيقة 65، نجح عماد متعب في تسجيل أول هدف له في المونديال بعد عرضية متقنة من عبد الشافي.

وفي الدقيقة 82، قام عمرو زكي بتسجيل الهدف الرابع للمنتخب المصري بعد تمريرة طولية من هاني سعيد وكرة عرضية من أحمد عيد عبد الملك.

وانتهت مرحلة المجموعات بتصدر منتخب مصر للمجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، ليواجه ثاني المجموعة الرابعة منتخب غانا في الدور التالي. 

مواجهة مكررة مع البلاك استار 

تتابع المباراة بحماس شديد من الجانبين، وتظل الفرص متساوية بين الفريقين حتى نهاية الشوط الأول. يعود المنتخب المصري في الشوط الثاني بتحفيز وإصرار أكبر، ويستمر الضغط على مرمى المنتخب الغاني.

في الدقيقة 65، ينجح المنتخب المصري في تسجيل هدف التعادل عن طريق اللاعب البديل عماد متعب، الذي يستغل تمريرة دقيقة من عبد الشافي ويضع الكرة في الشباك ببراعة.

تشتعل حماسية المباراة ويزداد التوتر، وفي الدقيقة 80، يتمكن المنتخب المصري من تسجيل الهدف الثاني عن طريق محمود حسن تريزيجيه بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.

تبقى المباراة مشتعلة حتى الدقائق الأخيرة، وفي الدقيقة 88، يتمكن المنتخب الغاني من تسجيل هدف التعادل بهجمة مرتدة سريعة.

تنتهي المباراة بالتعادل 2-2، ويتم الانتقال إلى الشوطين الإضافيين. تتوالى الفرص لكلا الفريقين في الشوطين الإضافيين، ولكن يظل التعادل السلبي حتى النهاية.

وفي الدقيقة 117، يقوم محمد ناجي جدو بتسجيل هدف الفوز للمنتخب المصري بعد تمريرة متقنة من أحمد فتحي.

تنتهي المباراة بفوز المنتخب المصري 3-2، ويتأهل إلى دور الثمانية في بطولة كأس العالم بعد مباراة مثيرة ومليئة بالتشويق والإثارة. 

مصر تقابل الحصان الاسود للبطولة 

كانت تلك لحظة حاسمة حقاً! الظهور البارز ليد لويس سواريز لمنع الكرة من دخول الشباك، وبالتالي تحول المباراة إلى ركلات الترجيح التي تُعتبر قمة التوتر والتحدي في كرة القدم.

وعلى الرغم من إصابة حسني عبد ربه وخروجه من المباراة، إلا أن الثقة بمحمد حمص وبأبو تريكة كانت عنصراً حاسماً في اتخاذ قرار تسديد ركلة الجزاء.

وبفضل الهدوء والثقة، نجح أبو تريكة في تسجيل الهدف، مما أشعل الأمل والفرح في قلوب المشجعين المصريين.

هذه اللحظة الرائعة لن تُنسى أبداً، حيث أثبتت مرة أخرى قوة الإرادة والإصرار لدى اللاعبين المصريين، وأسفرت عن إضافة صفحة جديدة إلى تاريخ كرة القدم في مصر وإفريقيا.

صعود أول منتخب إفريقي في التاريخ إلى المربع الذهبي لكأس العالم هو إنجاز تاريخي لا يُقدر بثمن، وسيظل محفوراً في ذاكرة الرياضة العالمية إلى الأبد. 

انتهاء الحلم 

كانت تلك لحظات مثيرة ومليئة بالتناقضات، حيث تأرجحت المشاعر بين الأمل واليأس خلال سياق المباراة.

بالرغم من تقدم الهولنديين بفضل هدف شنايدر، إلا أن رد فعل منتخب مصر كان قويًا ومليئًا بالإصرار، خاصةً بعد هدف التعادل الذي سجله زيدان.

كانت هذه اللحظة تجسيدًا لروح المقاتل الفرعوني، حيث استطاع المنتخب المصري أن يرفع رؤوس المشجعين ويعيد إشعال نيران الأمل بتحقيق التعادل.

ولكن، كما هو حال الرياضة، فإن النتيجة ليست دائمًا عادلة، وهذا ما حدث عندما سجل روبن هدف التقدم لصالح الهولنديين في اللحظات الأخيرة من المباراة.

لكن على الرغم من الهزيمة، يظل منتخب مصر فخورًا بما قدمه وبالمستوى الذي وصل إليه في بطولة العالم. كانت رحلة مصر في المونديال إنجازًا تاريخيًا ولحظات من الفخر للجماهير المصرية.

ومع ذلك، يبقى الحلم حيًا ومستمرًا، فقد أثبت منتخب مصر قدرته على التنافس على أعلى المستويات، وهو ما يبعث على التفاؤل والأمل في المستقبل. 

الالمان تقضي على احلام المصريين 

كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 في جنوب أفريقيا فرصة مثالية لمنتخب مصر لإحراز إنجاز تاريخي والوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة.

بالفعل، كانت الظروف مهيأة لذلك، ولم يكن من الغريب أن يكون لدى مشجعي المنتخب المصري الطموح والأمل في التفوق وتحقيق إنجاز يبقى خالدًا في ذاكرة الكرة المصرية والعربية.

لكن الرياضة تحمل معها دائمًا عناصر الغموض والمفاجآت، وعلى الرغم من التوقعات الإيجابية، فإن النتائج ليست دائمًا مضمونة.

بالتأكيد، لا يزال لدى مشجعي المنتخب المصري الكثير من الذكريات الجميلة والتفاؤل للمستقبل، ومع كل بطولة جديدة يتجدد الأمل في تحقيق الإنجازات وصناعة التاريخ.

ومن خلال الاحترام العالمي الذي حظي به منتخب مصر في تلك البطولة، يظهر أن الطريق مفتوح أمامه لبناء على هذه الإشادة والسعي نحو المزيد من النجاحات في المستقبل.

ارسنال بطل اوروبا لموسم 2005 - 2006



 ارسنال بطل اوروبا لموسم 2005 - 2006

لو ذهبنا بخيالنا بعيدا وتخيلنا ان ارسنال حقق دوري ابطال اوروبا سنة 2006 على حساب برشلونة كان من الممكن ان تتغير الكثير من المحطات التاريخية التي حدثت الى الان 

افتتاح ملعب الامارات مع الاحتفال بالتتويج بدوري الابطال 

افتتاح ملعب الإمارات بعد تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا لفريق أرسنال سيكون لحظة تاريخية للنادي وجماهيره. ستصبح هذه البطولة الكبرى جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الملعب، وستعزز من مكانته كمعلم رياضي بارز.

بعد تحقيق اللقب الأوروبي، سيكون للملعب بُعدًا جديدًا، حيث يرتبط بالأمجاد والنجاحات. سيصبح مركزًا للذكريات الجميلة والإنجازات الكبرى لفريق أرسنال، وستكون له روحًا جديدة تعكس الفوز والتفوق.

سيتغير ملعب الإمارات من مكان يُربط بالسوء الحظ إلى مكان يرتبط بالفرح والنجاح، وسيشكل مصدر إلهام للاعبين والمشجعين على حد سواء. سيكون هذا التتويج هو البداية لفترة جديدة من الازدهار والتألق لفريق أرسنال، وسيجعل من ملعب الإمارات مقصدًا للفخر والفرح لكل من ينتمي إلى عائلة المدفعجية. بالتأكيد، في عالم الخيال، فإن تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا قبل افتتاح ملعب الإمارات سيكون له تأثير كبير على هوية فريق أرسنال ومنظور الجماهير واللاعبين على حد سواء. ستكون هذه الإنجازات تحفيزًا قويًا للفريق لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.

بالتأكيد، ستكون هناك توقعات مرتفعة للفريق بعد تحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا، وسيكون من المتوقع من اللاعبين والمشجعين استمرار هذا التفوق والنجاح في الفترة القادمة، خاصةً بعد افتتاح ملعبهم الجديد.

بهذا التحفيز الإضافي والهوية الجديدة التي سيكتسبها الفريق، سيكون لديهم القوة الإضافية والعزيمة للمنافسة على البطولات بشكل مستمر، وربما سيكون لديهم القدرة على تحقيق المزيد من الألقاب في السنوات القادمة بشكل أسرع من الواقع الذي عاشه فريق أرسنال في عالمنا الحقيقي. 


 هنري لن يرحل عن ارسنال  

إذا تمكن تيري هنري وفريقه من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا عام 2006، لكانت لهذا الإنجاز تأثير كبير على مسيرة هنري وعلى تاريخ أرسنال أيضًا.

فوز هنري بجائزة أفضل لاعب في العالم كان سيكون تتويجًا لمسيرته الرائعة، خاصةً بعد بلوغه نهائي كأس العالم مع منتخب فرنسا. هذا الإنجاز كان سيعزز مكانته كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة.

بالإضافة إلى ذلك، إنجاز هنري في تحقيق اللقب كان سيكون له تأثير كبير على تاريخ أرسنال، حيث سيضيف هذا اللقب إلى قائمة الإنجازات الكبيرة التي حققها النادي. وبالتأكيد، كان ذلك سيعزز مكانة هنري في قلوب جماهير أرسنال ويجعله أسطورة حقيقية في تاريخ النادي.

كما أن بقاء هنري في أرسنال واقترابه من رقم ألان شيرر كهداف تاريخي للدوري الإنجليزي كان سيكون له تأثير إيجابي على مسيرته الشخصية وسمعته كلاعب كبير.

لكن مهما كانت الخيالات، فالنتائج في عالم كرة القدم لا تتبع دائمًا المسار المتوقع، ولهذا السبب يظل النجاح والإنجازات الفعلية هي التي تحدد مسارات اللاعبين والأندية. 

ارسين فينجر سوف يصبح اسطورة 

فعلاً، خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا بالتأكيد كان لها تأثير سلبي على مسيرة أرسين فينجر وسمعته كمدرب مخضرم. بعد تلك الخسارة، بدأت مسيرته تتلاشى ببطء وأصبحت خالية من الإنجازات الكبيرة التي كان يحققها في السابق.

سياسة الإدارة في أرسنال والتي تحولت إلى عقلية استثمارية أثرت بشكل كبير على قدرة فينجر على المنافسة على البطولات. بالرغم من حبه الشديد للفريق ورغبته في تحقيق النجاح لأرسنال، إلا أن القيود المفروضة عليه من الإدارة جعلته غير قادر على تحقيق ذلك.

بعد تحقيقه لقب دوري اللاهزيمة وكونه أول مدرب يحقق ذلك في تاريخ الدوري الإنجليزي، وبعدما وصل بالفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، فإن فينجر بالتأكيد شعر بأنه قد قدم الكثير للنادي وللجماهير. ولكن القيود والتحديات التي واجهها في المرحلة الأخيرة من مسيرته كمدرب، جعلته يشعر بأنه قد حان الوقت للرحيل عن النادي.

بالطبع، فينجر سيشعر بالرضا عندما ينظر إلى مسيرته مع أرسنال بأكملها، ولكنه أيضًا سيشعر بالحزن لعدم تحقيق المزيد من النجاحات في الفترة الأخيرة من تدريبه للفريق. 
كانت شروط آرسين فينجر ستتمثل في التقليل من السياسة التقشفية التي اتبعها ملاك النادي بعد افتتاح الملعب، والتي تعد السبب الرئيسي في تراجع أرسنال المهول عن المنافسة منذ عام ٢٠٠٦.

النادي الذي كان من عمالقة أوروبا وينافس باستمرار على لقب الدوري الإنجليزي وجاذب للنجوم، تحول إلى أكاديمية لإعداد اللاعبين الشباب، الذين بمجرد وصولهم لمرحلة النضوج الكروي، يرحلون عنه مثل فان بيرسي وفابريغاس.

لكن مع تهديدات فينجر برحيله لو لم تقلل إدارة النادي من سياستها الاقتصادية وما سيصحبه من غليان في المدرجات تجاه الإدارة التي لا تلبي طلبات أعظم مدربي الفريق، تاريخيًا بالتأكيد كان ذلك سيجعل إدارة أرسنال ترضخ في النهاية لطلبات المدرب.

وهو ما كان سيحول مسيرة فينجر بصورة خاصة ونادي الأرسنال بصورة عامة لمكان آخر. بالتأكيد، كان مشجعون أرسنال سيتحدثون الآن مع بداية الموسم عن حلمهم بتحقيق الدوري، الثامن عشر على الأقل، كما كانوا سيتحدثون عن حلمهم بتحقيق لقب دوري الأبطال الرابع ربما رفقة المدرب المخضرم آرسين فينجر.

أما في حالة رفضت الإدارة طلبات المدرب، فكان سيرحل بعد أن قدم كل شيء للنادي، الذي وصفه بحب حياته، ويبدأ رحلته في مكان آخر خارج إنجلترا يلبي طموحاته ويحقق معه إنجازات، أكبر بكثير من ما حققه مع أرسنال بعد عام ٢٠٠٦. 

ميسي بقيمص ارسنال  

فشل فريق برشلونة في تحقيق بطولة 2006 كان سيكون له تأثير كبير على مسار النادي ومستقبله. بالتأكيد، هذه الهزيمة كانت ستعيد تقييم الفريق ومشروعه الرياضي.

بعد هذه الهزيمة، كان من الممكن أن يشعر الفريق بخيبة الأمل والضغط، وربما كان ينتج عن ذلك تغييرات جوهرية في الفلسفة الكروية للنادي. قد يكون هناك اتجاه نحو التعاقد مع لاعبين مخضرمين بدلاً من الاعتماد بشكل كبير على الشباب.

إذا فشل الفريق في تحقيق اللقب، فربما كانت هناك ضغوطًا على إدارة النادي للتعاقد مع لاعبين مميزين وخبراء، بدلاً من الاعتماد على تشكيلة شابة. هذا قد يكون قد تأخر في تثبيت تشكيلة الفريق الأساسية، مثل تشافي وأنيستا وميسي، والذين كانوا جزءًا أساسيًا من النجاحات الكبيرة لبرشلونة في السنوات التالية.

بالتأكيد، كانت هذه الفترة قد تشهد انخفاضًا في الثقة من جانب الجماهير والإدارة، وربما كانت الضغوطات ستزيد لتحقيق النجاحات السريعة بدلاً من الاعتماد على البناء التدريجي وتطوير اللاعبين الشبان. وصول ليونيل ميسي إلى أرسنال بالتأكيد كان سيكون حدثًا هامًا للنادي ولعالم كرة القدم بأسره. لا شك أن توقيع ميسي لصفوف الفريق اللندني كان سيضفي عليه شعبية هائلة ويجعله مركزًا للجذب الكروي في أوروبا وحول العالم.

ميسي كان يعد إضافة استثنائية لأي فريق، وقد كانت مهاراته وإبداعه في الملعب تجذب الجماهير وتخلق روح التفاؤل والتطلع إلى النجاحات الكبيرة. كما أن وجوده في الفريق كان سيسهم في تحقيق الألقاب والبطولات بشكل أكبر، خاصة مع وجود مدرب مثل أرسين فينجر الذي يفهم جيدًا كيفية استخدام مواهب اللاعبين بشكل أمثل.

إضافة ميسي كانت لا شك ستجذب الاستثمارات والصفقات الكبيرة إلى النادي، وبالتالي توفير المزيد من الإمكانيات والفرص لتعزيز الفريق بلاعبين مميزين آخرين. هذا بدوره كان سيعزز موقع أرسنال كفريق عملاق وقوي يتنافس على كل البطولات بجدارة.

مع ذلك، فإن عالم كرة القدم مليء بالمفاجآت، وما نعلمه هو مجرد تخيل للواقع المحتمل. 


الاثنين، 6 نوفمبر 2023

بطولة "يورو 2016" كانت واحدة من أخطر البطولات في التاريخ.

 أمام شاشات التلفزيون، ترقص جماهير يورو 2016 في فرنسا، وتضع رهاناتها على منتخبات ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. تترقب الإبداع من لاعبين مثل رونالدو وبوغبا وروني، بينما تشعر بالحنين إلى الكرة الهولندية الشاملة التي غابت عن البطولة. وتأمل في مفاجأة بلجيكية من المنتخب المصنف الأول في تصنيف الفيفا. 

مسؤولي البطولة يواجهون تحديًا كبيرًا خارج مجال كرة القدم، حيث وصفت "يورو 2016" على وسائل الإعلام بأنها أخطر بطولة في التاريخ. هذا الوصف ليس مجرد وصف بل حقيقة أصبحت واضحة عندما اكتشفت قوات الأمن الأوكرانية فرنسيًا كان بحوزته متفجرات وصواريخ. وفقًا للتقارير، كان من المتوقع أن يستخدمها في تفجير أماكن دينية يهودية وإسلامية في فرنسا بالقرب من ملاعب "يورو". 

تحقيق سلامة الجماهير يعتبر أمرًا شديد الصعوبة. 

أعلن مسؤول الأمن الوطني الفرنسي أن قوات الأمن قد أحبطت 15 عملية إرهابية كانت تستهدف خطوط السكك الحديدية والجسور والبنية التحتية. وأعلنت الشرطة الإنكليزية، التي تُعتبر واحدة من أشهر الشرطات في العالم، أنها اكتشفت تخطيطًا في لابتوب صلاح عبد السلام، منفذ هجمات باريس وبروكسل، يشير إلى استهداف مباراة إنكلترا وروسيا باستخدام طائرات بدون طيار تحمل أسلحة كيميائية.

رئيس وكالة الشرطة الأوروبية، روبرت وينرايت، أكد أنه ليس لديه أدنى شك بأن الإرهابيين سيهاجمون البطولة وأن ضمان سلامة المشجعين يعتبر أمرًا مستحيلاً. هذه التصريحات قد أدت إلى توتر الأجواء وزادت من مخاوف المشجعين، والعديد منهم قرر عدم الحضور إلى الملاعب والاكتفاء بمتابعة المباريات من خلف الشاشة. 
عقد رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، اجتماعًا أمنيًا لمناقشة تكليف الأمن البريطاني بالمشاركة في تأمين البطولة. وحذر كاميرون البريطانيين من السفر إلى فرنسا خلال يورو 2016، وتم منع نحو ألفي مشجع إنكليزي و90 ويلزي من مثير الشغب من السفر إلى فرنسا. واتخذت الولايات المتحدة إجراءات مماثلة.

تم نشر 90 ألف شرطي في فرنسا لتأمين الملاعب والأماكن المفتوحة التي ستستخدم لمشاهدة المباريات. ستُستخدم تكنولوجيا حديثة لتحويل مسار الطائرات بدون طيار بعيدًا عن الملاعب بدلًا من تدميرها. من المتوقع وصول أكثر من سبعة ملايين زائر إلى عشر مدن فرنسية خلال البطولة.

بالرغم من الاعتراف بالخطر، أكد الرئيس الفرنسي أن فرنسا لن تتراجع عن تنظيم البطولة رغم خطر الهجمات. 
تفاؤل الرئيس الفرنسي، والذي يأتي وسط مخاطر وتهديدات، قد تجاوبت معه قضية فشل قوات الأمن الفرنسية في منع تهريب ألعاب نارية وقنابل دخان خلال نهائي كأس فرنسا الشهر الماضي بين باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا. تمت تلك الحادثة رغم التشديدات الكبيرة على الأمان، وذلك بعد وقوع ثلاثة انفجارات خارج الملعب الذي استضاف مباراة فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس هولاند نفسه.

هذه الأحداث تُظهر التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها السلطات الفرنسية في تأمين البطولة وحفظ سلامة الجماهير، وتأكيدات الرئيس الفرنسي على استمرار تنظيم البطولة تأتي في ظل تلك التحديات. 

مباريات مجنونة 

عقب أعمال الشغب والمناوشات التي وقعت يومي الخميس والجمعة، والتي تزامنت مع بداية البطولة، تلقت التهديدات بوقوع أعمال مماثلة خلال مباراة إنكلترا وروسيا في مرسيليا يوم السبت. أعلن وزير الرياضة الفرنسي، باتريك كانيه، أن هذه المباراة تعتبر واحدة من أولى الخمس مباريات المحفوفة بالمخاطر في البطولة بسبب التوتر الزائد بين المشجعين البريطانيين والروس. وأكد الوزير أن السلطات ستقوم بكل ما يلزم لتأمين المباراة بشكل كامل.

وقامت الشرطة الفرنسية بالتدخل لتفريق مجموعات صغيرة من مشجعي منتخبي إنكلترا وروسيا في مرسيليا. وشهدت أيضًا اشتباكات في الأماكن المحيطة بمنطقة الميناء القديم بين مشجعين منتخب إنكلترا وسكان محليين في وقت متأخر من مساء الخميس، ولكن الشرطة تمكنت من السيطرة على الموقف باستخدام قنابل مسيلة للدموع. 
أجرت السلطات الفرنسية نشر حوالي ألف عنصر شرطة في مدينة مرسيليا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، استعدادًا لوصول نحو 70 ألف مشجع لمنتخب إنكلترا و20 ألف مشجع لمنتخب روسيا لمتابعة المباراة.

يجدر بالذكر أن الجماهير الإنكليزية قامت بأعمال شغب خلال كأس العالم 1998 في فرنسا وفي مدينة مرسيليا أيضًا، قبل وبعد مباراة منتخبها مع تونس.

بدأت البطولة في 10 حزيران بمشاركة المنتخبات الأوروبية، وذلك في ظل حالة الطوارئ التي أعلنتها فرنسا بعد الهجمات الإرهابية في باريس في نوفمبر 2015، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصًا. تعتمد السلطات الفرنسية على تنظيم البطولة وتحدي الخطر المتوقع أن يواجه المنتخبات والزوار.

كما شهد يرور 2016 7 مفاجأت من العيار الثقيل لم يشاهدها اي بطولة في التاريخ لذلك يعد يورو 2016 من افضل البطولات التي نظمت في التاريخ  

"ألمانيا تنجح في التغلب على الطليان" 

"الإنجاز الأبرز كان من نصيب المنتخب الألماني الذي تمكن من فك عقد الإيطاليين، للمرة الأولى في تاريخ المواجهات الرسمية في البطولات الكبرى. سبق للمنتخب الإيطالي أن فاز في أربع مباريات وتعادل المنتخبان أربع مرات أيضًا. نجح الألمان بفك العقدة بفضل ركلات الترجيح الدرامية التي أدت إلى نجاحهم في مباراة ربع النهائي، بعد إضاعة ثلاثة من أبرز لاعبي المنتخب الألماني لثلاث ركلات جزاء وحظ حارس المرمى مانويل نوير."  

فرنسا تصيح بوجة الالمان  

ليست نتيجة مباراة ألمانيا وإيطاليا العقدة التاريخية الوحيدة بالنسبة للألمان، حيث نجحت فرنسا أيضًا في تفكيك الفريق الألماني للمرة الأولى منذ عام 1958. وذلك عندما تغلبت فرنسا على ألمانيا في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع في كأس العالم. في البطولة الأوروبية لعام 2016، حقق المنتخب الفرنسي فوزه الثاني في تاريخه في ربع النهائي وتأهل إلى نهائي اليورو بفوزه 2-0.   

ايطاليا تزيح الاسبان من على عرش القارة العجوز  


لمدة طويلة، كانت مباريات إسبانيا وإيطاليا تحمل طابع المنافسة والتحدي، خاصة بعد هيمنة الإسبان على عرش كرة القدم في القارة العجوز.

قبل بداية بطولة يورو 2016، كان آخر انتصار للإيطاليين على الإسبان في ربع نهائي كأس العالم 1994، حيث سجل دينو باجيو وروبيرتو باجيو هدفين، وبعد ذلك التقى المنتخبان في 11 مناسبة رسمية وودية دون أن يتمكن المنتخب الإيطالي من تحقيق الانتصار، إلا في مباراة ودية واحدة.

ومع ذلك، نجح الإيطاليين أخيرًا في كسر هذه القاعدة والفوز بسهولة على منافسهم التقليدي بنتيجة 2-0. 

عودة المنتخب الالباني للبطولة الاقوى في العالم  

كان آخر فوز للمنتخب الألباني أمام نظيره الروماني في عام 1947، وبعد ذلك التقى المنتخبان في تسع مناسبات مختلفة في مسابقات مختلفة، لكنه لم ينجح في تحقيق أي انتصار في أي منها.

وفي بطولة يورو 2016، نجح المنتخب الألباني في كسر هذه العقدة بالتغلب على منافسه الروماني بهدف نظيف. 

الانتصار الاول لايرالندا  

تواجه منتخبا إيرلندا الشمالية وأوكرانيا في أربع مناسبات قبل مواجهتهم في بطولة يورو 2016، ولم ينجح منتخب إيرلندا الشمالية في تحقيق أي انتصار في أي من هذه المباريات الأربع.

ومع ذلك، في البطولة الأوروبية تمكن المنتخب الإيرلندي من تحقيق انتصار بنتيجة 2-0، بعدما فشل في التسجيل سوى مرة واحدة في المواجهات الأربع السابقة. 

الفوز الاول لكرواتيا على حساب اسبانيا  

المنتخبان الكرواتي والإسباني التقيا في خمس مباريات سابقة قبل لقائهم الأخير في بطولة يورو 2016، ولم ينجح منتخب كرواتيا في تحقيق الفوز على المنتخب الإسباني إلا في مباراة ودية في عام 1994. وفي المواجهة التي جمعتهم في دور المجموعات في يورو 2016، تمكن المنتخب الكرواتي من الفوز بنتيجة 2-1، محققاً فوزاً تاريخياً على الاسبان . 
  

المفأجاة للابرز في البطولة وانتصار تاريخي 

كانت هذه المبارة الرسمية الأولى بين منتخبي آيسلندا وإنجلترا، ولكن في المواجهات الودية السابقة لم ينجح منتخب آيسلندا في تحقيق أي انتصار. ومع ذلك، في بطولة يورو 2016، تمكن المنتخب الآيسلندي من تحقيق انتصار تاريخي بنتيجة 2-1 على منتخب إنجلترا وإقصائهم من البطولة.


الأربعاء، 16 أغسطس 2023

مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا لعام 2006 بين فريقي آسيك ميموزا والنادي الأهلي.

 


لم يتخيل أكثر المتشائمين أن يحدث ما حدث للنادي الأهلي في تلك المباراة. فقد كانت جميع الظروف مهيأة لضمان تأهل الفريق إلى المباراة النهائية، خصوصاً بعد الانتصار بثنائية من تسجيل أبوتريكة ومتعب في مباراة الذهاب التي أُقيمت في القاهرة. 

بالرغم من المتاعب والصعوبات التي واجهت بعثة الفريق أثناء السفر إلى كوت ديفوار، حيث تضمنت رحلتهم استخدام طائرة خاصة لتسهيل الرحلة واحترام ظروف الصيام، وواجهوا الرطوبة العالية فور وصولهم إلى أبيدجان، وتعاملوا مع سوء الخدمة في مكان الإقامة على الرغم من موقعه المميز في وسط الأدغال الإفريقية، وتحملوا ساعات الصيام التي تمتد حتى قرب موعد آذان المغرب بتوقيت القاهرة، وواجهوا نقص الأوكسجين بسبب الطقس الرطب في تلك الفترة من العام، إلا أن جميع هذه التحديات لم تكن جديدة على الفريق. بالعكس، كانت هذه التجارب الصعبة دائماً تعطي دفعة قوية للاعبين لتحقيق الانتصار في أي مباراة.


كان ذلك الوقت يمثل ذروة فترة مميزة للنادي، حيث كانوا يتمتعون بجيل لاعبين مميز يتفوقون على منافسيهم في القارة الإفريقية. وكان المدرب الساحر مانويل جوزيه قائداً للفريق، والذي كان يعرف كيف يستغل تلك الظروف الصعبة لتحفيز لاعبيه وجعلهم يقاتلون بقوة وتصميم لتحقيق الانتصارات. 

شوط أول مثالي وتقدم بهدف لفلافيو

في يوم المباراة المرتقبة، التي بدأت تقريبًا في الساعة 3:30 م بتوقيت أبيدجان، وسط أجواء حارة ورطوبة مرتفعة، وفي تمام الساعة 5:30 م بتوقيت القاهرة، وبالتزامن مع انطلاق مدفع الإفطار في مصر في تلك الفترة، كانت هناك دعوات كثيرة من الصائمين لصالح الأهلي. في تلك اللحظات، ملايين المصريين كانوا مجتمعين لتناول وجبة الإفطار.

لم يكن لديك إلا أن تتخيل كمية الدعم والتحفيز التي حظي بها الأهلي من محبيه وجماهيره. تلك الدعوات بالتأكيد كان لها تأثير كبير في دعم الفريق ودفعه للانطلاق في تلك المباراة المصيرية. المدرب مانويل جوزيه اتخذ نهجًا هجوميًا غير اعتيادي في مباريات الأهلي خارج ملعبه، حيث استخدم مثلث هجومي قوي يتألف من تريكة، ومتعب، وفلافيو منذ بداية المباراة. وخلفهما كان هناك اثنان في وسط الملعب للتوازن، محمد شوقي وحسام عاشور.

كان عصام الحضري حارس مرمى الأهلي في تلك الفترة، وقدم أداءً رائعًا. كما كان هناك تكتيك دفاعي قوي مع وائل جمعة وشادي محمد في الخط الخلفي. بينما كان إسلام الشاطر على الجهة اليمنى وطارق السعيد على الجهة اليسرى.

هذا الجو المميز والتحفيز الكبير من الجماهير ودعوات الصائمين، جنبًا إلى جنب مع التكتيك والأداء القوي، كانت هذه العوامل جميعها تساهم في إبهار مواجهة الأهلي في ذلك الوقت والتي تحولت لأحداث تاريخية في عالم كرة القدم. 

بفضل بركة الله وتأثير دعاء الملايين من الصائمين، الذين بدأوا تناول وجبات الإفطار في وقت انطلاق المباراة، دخل لاعبو الأهلي ملعب "فليكس هوافييه" وهو ممتلئ حتى آخر مقاعدهم. كانوا جميعًا متركزين ومصممين على تحقيق الفوز بشكل مبكر، وهذا كان واضحًا من خلال تشكيلة الفريق وتعليمات المدرب مانويل جوزيه.

مع بداية المباراة وصافرة الحكم الجزائري "جمال حميدو"، بدأ لاعبو الأهلي بتوسيع سيطرتهم على أرض الملعب بشكل شامل، سواء في الجانب الدفاعي أو الهجومي. تميز أسلوبهم في اللعب بالتنسيق الجيد والانسجام بين اللاعبين، وكان ذلك يظهر بوضوح في التمريرات والتحركات الهجومية.

هذا الأسلوب القوي والجدية في الأداء أثر بشكل كبير على فريق "آسيك" من ساحل العاج، حيث شعر الفريق الإيفواري بالارتباك والضغط من لاعبي الأهلي. تميز الأهلي بالقوة والجدية ولعبهم السريع والبسيط، وذلك أثر في تفكيك جميع خطوط فريق "آسيك" وتسبب في صعوبة متزايدة بالتصدي لهم.

بهذا الأسلوب المميز والتعاون الفعّال بين اللاعبين، تمكن الأهلي من تحقيق تفوق كبير وتحكم في مجريات المباراة بدءًا من البداية.

في دقيقة 38 من المباراة، ترجم نجم الفريق الأحمر، اللاعب الأنجولي أمادوا فلافيو، السيطرة المطلقة للأهلي إلى هدف. وجاء هذا الهدف بفضل تمريرة عرضية متقنة من إسلام الشاطر، حيث استقبل فلافيو الكرة برأسه ببراعة ودقة، ليسجل الهدف الأول للأهلي. هذا الهدف جعل الأجواء تنم عن الاطمئنان، وتأكيداً على تقدم الأهلي نحو التأهل إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي.

بعد هذا الهدف، اقترب الشوط الأول من نهايته، وعندما وجاءت صافرة الحكم "حميدو" لإنهاء الشوط الأول، كان الأهلي متقدمًا بهدف نظيف. وهذا الوضع جعل الأجواء تشهد تفاؤلًا كبيرًا، حتى إلى درجة أن كابتن طاهر أبوزيد، واحد من أساطير النادي الأهلي السابقين ومحلل لقنوات ART في تلك الفترة، توقع بأن الأهلي سيصعد إلى النهائي. وكان هذا الشعور مشتركًا بين الملايين من جماهير الأهلي، الذين شعروا أن الفريق قدم أداءً قويًا وأظهر إبداعًا في الشوط الأول، يُشبه جودة وجبة الإفطار التي تناولوها خلال مشاهدتهم للمباراة. 

كارثة الشوط الثاني  

فعلاً، ما حدث في الشوط الثاني من المباراة جاء غير متوقع تماماً وقد كان مفاجأة للجميع.

كان متوقعاً أن يستمر الأهلي في السيطرة على اللعب، خصوصاً بعد هدوء الأعصاب عقب هدف فلافيو في نهاية الشوط الأول. وكان يُفترض أن يكون الهدف قد حسم مصير المباراة بالفعل، حيث كان يجب على فريق "آسيك" تسجيل أربعة أهداف في 45 دقيقة للتأهل، وهو أمر صعب للغاية، خصوصاً بناءً على الأداء الرائع الذي قدمه الأهلي في الشوط الأول.

ومع بداية الشوط الثاني، أصبح واضحًا تأثر لاعبي الأهلي بالجهد الكبير الذي بذلوه في الشوط الأول. الحرارة والرطوبة العالية ونقص الأكسجين بدأت تؤثر على أداء اللاعبين وتجعل الأمور أكثر تعقيدًا. استفاد الفريق الإيفواري من هذه الظروف، حيث كانوا معتادين على مثل هذه الأجواء الصعبة.

فعلاً، كان الفريق الإيفواري يطمح على الأقل في تحقيق نتيجة إيجابية لحفظ ماء الوجه وإظهار تفوقهم في الشوط الثاني. وبدأوا يبذلون مجهودات أكبر وتكتيكات متقدمة للتسجيل، حيث بدأوا بتهديد مرمى الأهلي بشكل أكثر تكرارًا وخطورة.

هذا الانقلاب في أداء الشوط الثاني كان مفاجئًا وأثر على الأمور بشكل كبير، مما أظهر أن الأمور قد تأخذ منحى غير متوقع في أي لحظة في كرة القدم. 
فعلاً، مع تراجع الحالة البدنية الرهيب والضغط الذي فرضه فريق "آسيك" على منتصف ملعب الأهلي في الشوط الثاني، أصبحت الأمور تنذر بالخطر، خاصة إذا نجح لاعبو "آسيك" في تسجيل هدف في وقت مبكر. وكانت هناك مخاوف حقيقية من تأثير هذا الهدف في تطورات المباراة.

وفعلياً، حدث ما كان الجميع يتخوف منه، حيث نجح فريق "آسيك" في استغلال انهيار الأداء البدني لدفاع الأهلي وتسجيل الهدف الأول في الدقيقة 60 من الشوط الثاني، من خلال لاعبهم الخطير "ياكونان". هذا الهدف جاء كتحذير من هجوم قوي من جانب "آسيك"، وسط تفاعل قوي من جماهيرهم وزيادة في ضغط اللعب.

مع تسجيل هذا الهدف، بدأ فريق "آسيك" هجومًا هائلاً ومتسارعًا، مستغلين الزخم الذي حصلوا عليه بعد هذا الهدف. تصاعد الحماس بين جماهيرهم، وتزايدت حالة الارتباك والتراجع البدني لدى لاعبي الأهلي، مما أثر سلبًا على أداء الفريق الأحمر.

لقد أصبحت الأمور في حالة ترقب وقلق، خاصةً أن الأهلي كان يجد صعوبة في الرد على هذا الضغط القوي من قبل فريق "آسيك". 
مع استمرار الظروف البدنية الصعبة والتراجع الملحوظ في أداء لاعبي الأهلي، بدأت حالات السقوط في أرضية الملعب تتكرر بشكل متسارع. تمثل ذلك تأثيرًا واضحًا للتعب والضغط الكبير الذي يعاني منه اللاعبون، وكانت هذه اللحظات توضح مدى تأثرهم بالظروف البدنية والمناخية الصعبة.

في الدقيقة 66، سقط محمد شوقي على أرضية الملعب، وبعد ذلك تلو الآخر، سقط إثنين من اللاعبين، طارق السعيد وإسلام الشاطر، بحالة يرثى لها. بل وصلت الحالة إلى درجة أنهم اضطروا للخروج من الملعب على نقالة للحصول على العلاج خارج الملعب. وبسبب هذه الحالة، لعب الأهلي بتسعة لاعبين لمدة قصيرة تقريبًا قبل أن يعود اللاعبين للملعب.

كما خرج فلافيو من المباراة بسبب الإجهاد واستبدل بمحمد بركات، الذي عاد من الإصابة في محاولة لإعادة السيطرة وتحسين الأداء. ومع استمرار سقوط اللاعبين وانتهاء لياقة إسلام الشاطر، تم استبداله باللاعب الغاني اكوتى منساه، الذي تولى مهمة تأمين منتصف الملعب. فيما عاد محمد بركات للعب في مركز الشاطر.

هذه التطورات تبين مدى تأثير الظروف الصعبة على لاعبي الأهلي، حيث وصلت درجة التعب والتأثر البدني إلى حد الاضطرار للاستنجاد بالتبديلات والعلاج خارج الملعب. تحدت الظروف القوية تحدٍ كبيرًا للاعبي الأهلي، وتأثرت منهم أداءً وقدراتٍ كانوا يعتمدون عليها.وفي هذا السياق المليء بالتحديات والظروف الصعبة، وبينما كان الأهلي يحاول تجنب أي هدف يدخل مرماه، جاءت الدقيقة 70 لتضيء واحدة من أهم اللحظات في المباراة، حيث سجل اللاعب الخطير ياكونان هدفًا ثانيًا لفريق "آسيك".

في هذه اللحظة الحرجة، تأثرت الخطوط الدفاعية والتمركز لدى لاعبي الأهلي، وكان الفريق معنيًا بتفادي هدف ثاني يدخل مرماه. ومن جهة أخرى، تعززت الأجواء التشجيعية بين جماهير فريق "آسيك"، حيث شعروا بأن هدف التقدم لفريقهم قد أصبح أقرب.

سجل ياكونان، الذي كان يعتبر تهديدًا حقيقيًا للدفاع الأهلاوي، هدفه الثاني في المباراة في هذه اللحظة المهمة. استفاد من حالة عدم التركيز والتمركز التي انتابت لاعبي الأهلي، وتمكن من التغلب على الدفاع وتسجيل الهدف.

هذا الهدف زاد من التحديات التي تواجهها الأهلي، حيث أصبح على عاتقهم مهمة تسجيل هدفين للتأهل، وذلك في ظل الظروف البدنية الصعبة والضغط النفسي المتزايد. 

الدقائق الاخيرة للمبارة

دخلت المباراة في منعطف خطير حيث زاد الضغط والحماس لدى فريق "آسيك"، وانفتحت شهيتهم لتسجيل المزيد من الأهداف بهدف تحقيق ريمونتادا تاريخية. تصاعد الضغط على مرمى الحارس عصام الحضري، وكان دوره حاسمًا في إنقاذ الفريق من كارثة محتملة.

كان الأجواء غير مواتية لفريق الأهلي، حيث تأثر لاعبوه بالرطوبة والاجواء الصيام وكان ذلك واضحًا في أدائهم. بالإضافة إلى ذلك، كان الضغط المستمر من لاعبي "آسيك" يفرض تحديات كبيرة على الأهلي.

وبينما كانت الدقائق تمر ببطء، كانت جماهير الأهلي تشاهد المباراة بترقب وتمنيات بتخطي هذه الظروف الصعبة. كانوا يتوقون لهدف يخفف الضغط المستمر من جانب "آسيك"، وهذا بالفعل حدث في الدقيقة 80.

عندما سنحت لعماد متعب فرصة لا تُعوض عندما تلقى تمريرة رائعة من محمد أبو تريكة داخل منطقة جزاء "آسيك". تمكن متعب من تجاوز المدافع والانفراد بالمرمى، لكنه بدلاً من تسجيل هدف محقق أرسل الكرة إلى السماء.

هذا الفرصة المضيعة كانت لحظة حرجة وفاصلة، حيث كان من الممكن أن يكون هذا الهدف تحفيزًا للاعبي الأهلي وتقليل من ضغط "آسيك". لكن المباراة استمرت والأهلي استمر في مواجهة التحديات والظروف الصعبة.وقبل انتهاء المباراة بثلاث دقائق فقط، اتخذ مانويل جوزيه قرارًا بدخول وائل رياض بدلاً من محمد أبو تريكة الذي قدم جهدًا كبيرًا ومميزًا طوال المباراة.

في الظروف الصعبة ووسط سيطرة فريق "آسيك"، واصل لاعبو الأهلي الكفاح والمثابرة حتى اللحظات الأخيرة بقيادة الحارس العملاق عصام الحضري، الذي قدم أداءً استثنائيًا طوال المباراة.

وبعد مجهود كبير وكفاح مستمر، أطلق الحكم جمال حميدو صافرته لإعلان نهاية هذه المباراة الصعبة التي جرت أثناء شهر رمضان، والتي كانت واحدة من أصعب المباريات التي مرت بها النادي الأهلي. ومع انتهاء المباراة، أعلن أيضًا تأهل النادي الأهلي للنهائي لبطولة دوري أبطال إفريقيا للمرة الثانية على التوالي.

تلك المباراة كانت شاهدة على التضحيات والكفاح الذي يمتلكه لاعبو الأهلي، حيث تغلبوا على الظروف الصعبة والضغط المستمر ليثبتوا جدارتهم ويصعدوا إلى النهائي، وهي لحظات لن تنسى من قبل جماهير النادي الأهلي ومحبي كرة القدم. 

مرتجى وجوزيه 

بالفعل، كانت هناك ردود فعل متباينة ومختلفة من قبل المتابعين بعد هذه المباراة الملحمية، رغم تحقيق الأهلي هدفه والتأهل إلى النهائي.

تعبر مطالبة خالد مرتجى، رئيس البعثة للاتحاد الإفريقي، بتجنب إقامة المباريات خلال شهر رمضان نهارًا عن استماعه للمخاوف والملاحظات المتعلقة بصعوبة الصيام والتحضيرات البدنية للاعبين في ظروف الحرارة والرطوبة.

تصريح مانويل جوزيه، المدير الفني للأهلي، يظهر حبه الكبير للفريق واهتمامه بأداء اللاعبين وتقديمهم لأفضل مستوى دائمًا. تعكس تلك التصريحات رغبته في تحقيق النجاح والانتصارات وترك بصمة إيجابية في تاريخ النادي.

وفي النهاية، استطاع نجوم الأهلي كتابة النهاية السعيدة لهذه الحكاية الملحمية. بتسجيل هدف التتويج في النهائي أمام الصفاقسي، أثبتوا عزمهم وقدرتهم على التغلب على الصعاب وتحقيق النجاح. هذه النجاحات والتحديات تظل تعكس روح الفريق وتأكيدًا على تفانيهم وعزيمتهم في مختلف الظروف.

قصة نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2005، حينما حقق ليفربول إحدى أعظم عمليات الريمونتادا في تاريخ النهائيات الأوروبية.



تاريخ النهائيات الأوروبية لكرة القدم لعام 2005 لن يُنسى أبدًا من قِبل محبي هذه الرياضة حول العالم، حيث جمعت المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ليفربول ونادي ميلان على أرض ملعب أتاتورك الأولمبي في إسطنبول، تركيا. طريق ليفربول نحو هذا النهائي لم يكن سهلاً على الإطلاق، حيث تمكنوا من الوصول إلى المباراة النهائية بعد تجاوزهم للفريق النمساوي غرازر في الدور التمهيدي بفوزهم بمجموع المباراتين (2-1)، ثم احتلالهم المركز الثاني في المجموعة الأولى، التي ضمت فرقًا مثل موناكو، وأولمبياكوس، وديبورتيفو لا كورونا. وقد تمكنوا من التأهل برغم احتلال موناكو المركز الأول بجمعهم 10 نقاط من خلال تحقيق 3 انتصارات وتعادلين، وبعد ذلك تجاوز ليفربول باير ليفركوزن بعد تحقيق فوز كبير بمجموع المواجهتين بنتيجة (6-2)، ثم تغلبوا على يوفنتوس بمجموع اللقاءين (2-1) ليتأهلوا إلى نصف النهائي. وفي نصف النهائي، نجحوا في تخطي تشيلسي بعد تحقيق الفوز في مجموع المباراتين (1-0).

بالمقابل، لم يخوض ميلان أي دور تمهيدي، وتصدروا المجموعة السادسة التي ضمت برشلونة وشاختار دونيتسك وسيلتك بفضل جمعهم 13 نقطة من خلال تحقيق 4 انتصارات وتعادل واحد وهزيمة واحدة. بعد ذلك، تجاوز الفريق الإيطالي مانشستر يونايتد في دور الـ16 بفوزه في مجموع المباراتين (2-0). وتلا ذلك تفوقهم على جارهم الإيطالي إنتر ميلان بنتيجة (5-0) في مجموع مباراتي الدور ربع النهائي. وفي نصف النهائي، نجح ميلان في العبور إلى المباراة النهائية بعد أن فازوا على آيندهوفن بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب ورغم خسارتهم في مباراة الإياب بهدف مقابل ثلاثة أهداف. وكانت هذه المرة الأولى لفريق ليفربول في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال منذ عام 1985، بينما عاد ميلان للمشاركة في المباراة النهائية بالبطولة بعد فوزهم بلقب عام 2003 على حساب يوفنتوس. 

فشل ليفربول في موسم 2004-2005 في تحقيق مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وبناءً على ذلك، قدّم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم طلبًا إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) يُطلب من خلاله السماح لليفربول بالدفاع عن لقبه في دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي حال تحقق الفوز بهذه البطولة. وبالفعل، تحقق هذا الطلب بعد فوز ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا، وقد أيّد كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ميلان آنذاك، هذا القرار وأكّد: "من حق الفريق الذي يفوز بدوري أبطال أوروبا أن يدافع عن لقبه في الموسم التالي، حتى وإن لم يكن مركزه في الدوري يؤهله للمشاركة في البطولة".  
كانت التوقعات قبل المباراة تميل نحو ميلان نظرًا لوجود لاعبين ذوي خبرة كبيرة في صفوفه، منهم باولو مالديني، كلارينس سيدورف، أندريا بيرلو، جينارو غاتوزو، أليساندرو نيستا، ديدا، كاكا، وأندريه تشيفشينكو.

وعبّر مدير الفريق الفني لليفربول آنذاك، رافائيل بينيتيز، عن اعترافه بأن ميلان يحمل فرصة أكبر للفوز باللقب. قبل المباراة، صرح بينيتيز قائلاً: "من الممكن أن يكون الفريق الإيطالي هو الأكثر مرشحًا للفوز، ولكن لدينا في ليفربول الثقة الكافية والإمكانيات لتحقيق الانتصار". 
كان لاعبو ليفربول غير متفائلين قبل المباراة، حيث صرح مدافع الفريق جيمي كاراغر بأنهم يواجهون المباراة النهائية بفريق أقل قوة مما فاز ببطولة الاتحاد الأوروبي عام 2001.

دخل الفريقان المباراة بتشكيلة 4-4-2. المدير الفني لميلان قرر بداية المباراة بتشكيلة تضم ديدا، كافو، ستام، نيستا، مالديني، بيرلو، غاتوزو، سيدورف، كاكا، تشيفشينكو، وكريسبو. فيما اختار المدير الفني لليفربول تشكيلة تتألف من دوديك، فينان، كاراغر، هيبيا، تراوري، ألونسو، غارسيا، جيرارد، ريزه، كيويل، وباروش.

ابتدأ ميلان المباراة بقوة وسجل باولو مالديني أسرع هدف في تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا بعد مرور 50 ثانية فقط من بداية المباراة، وذلك عقب تمريرة رائعة من أندريا بيرلو. 
تفاقمت متاعب ليفربول بعد إصابة هاري كيويل في الدقيقة 23، حيث تم استبداله بفلاديمير سميتشير. وتواصل ميلان بالسيطرة على المباراة حتى نهاية الشوط الأول، وتمكن من تسجيل هدفين إضافيين في الدقائق الست الأخيرة من الشوط عن طريق اللاعب الأرجنتيني هيرنان كريسبو في الدقيقتين 39 و44.

بدا للجميع أن ميلان كان على وشك تحقيق اللقب بعدما تقدموا بثلاثة أهداف دون رد في الشوط الأول، وكانوا يسيطرون تمامًا على سياق المباراة. ولكن فيما بعد، تغيرت الموازين في غضون ست دقائق فقط.

في الشوط الثاني، قرر مدرب ليفربول بينيتيز المخاطرة بالدفع بلاعب وسط آخر، ديتمار هامان، بدلاً من المدافع ستيف فينا. 
بدأت التغييرات في اللقاء في الدقيقة 54 عندما سجل ستيفن جيرارد هدف التقدم لفريق ليفربول. بعد ذلك بدقيقتين فقط، أضاف البديل فلاديمير سميتشير الهدف الثاني للفريق.

ثم في الدقيقة 60، أحتسب الحكم الإسباني مانويل غونزاليس ركلة جزاء لفريق ليفربول، وعلى الرغم من أن حارس ميلان ديدا تصدى للركلة، إلا أن تشابي ألونسو تابع الكرة وأودعها في الشباك ليحقق التعادل لفريق ليفربول. 
لم يطرأ أي تغيير على النتيجة خلال باقي أحداث المباراة، وعندما انتهت الوقت الأصلي من المباراة، لم يتمكن أي من الفريقين من تحقيق التقدم في النتيجة. لذلك، اضطرت المباراة للانتقال إلى أشواط إضافية، ولم يتمكن أي من الفريقين من تسجيل أهداف خلالها.

بالتالي، اضطرت المباراة للتحسيم من خلال ركلات الترجيح. وفي ركلات الترجيح، أهدر لاعبو ميلان سيرجينهو، بيرلو، وتشيفشينكو، بينما نجح توماسون وكاكا في تسجيلها لفريق ميلان. فيما سجل لفريق ليفربول لاعبو هامان وسيسيه وسميتشير، بينما أهدر ريزه ركلته. وبهذا الفوز، توج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا في إحدى أهم اللحظات في تاريخه.

وبعد المباراة، صرح مدرب ليفربول رافائيل بينيتيز قائلاً: "لا يمكنني وصف جمال هذه اللحظة التي أعيشها بعد الفوز بدوري الأبطال بهذه الطريقة". 
وأدلى أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا بتعليق عن المباراة قائلاً: "حتى منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم عام 1970 لم يكن قادرًا على تحقيق انقلاب مثل الذي قام به ليفربول. لقد أثبتت الأندية الإنجليزية أنه بالإمكان تحقيق المعجزات، ومن الآن فصاعدًا، أصبح ليفربول فريقي المفضل في إنجلترا".

من جهته، صرح المدير الفني لفريق ميلان كارلو أنشيلوتي: "فقدنا كل شيء في مدة ست دقائق عصيبة". وعبّر نائب رئيس نادي ميلان أدريانو غالياني عن رأيه قائلاً: "على الرغم من حصولنا على المركز الثاني في الكالتشيو ووصولنا لنهائي دوري الأبطال، إلا أن موسمنا لم يكن سيئًا".

اساطير افريقيا ................. ديدية دروجبا والحرب الاهلية ..................محمد صلاح الى العالمية .........................صامويل ايتو حارب من اجل افريقيا

 ديدية دروجبا والحرب الاهلية   يرتبط ملعب المريخ في أم درمان، الذي يعرف بـ "القصر الأحمر"، بإحدى أبرز القصص الإثارة في تاريخ كرة ا...